آخر الأخبار

جاري التحميل ...

المغرب يتموقع في سوق المعادن النادرة

 




في ظل التوجه العالمي المتسارع نحو اقتصاد منخفض الكربون، تشتد المنافسة على المعادن الاستراتيجية التي باتت تشكل حجر الزاوية في التحول الطاقي والتكنولوجي. وفي هذا الإطار، كشفت مجلة "ديلي غالاكسي" في تقريرها الأخير عن خريطة عالمية جديدة للموارد المعدنية الحرجة، حيث احتل المغرب مكانة بارزة بفضل ثرواته الطبيعية المتنوعة. وتتصدر الصين المشهد العالمي باحتياطيات تصل إلى 44 مليون طن، بينما تبرز إفريقيا، وعلى رأسها المغرب وجنوب إفريقيا، كمورد رئيسي للزنك والليثيوم والكوبالت، وهي المعادن الأساسية لصناعة البطاريات وتكنولوجيات الطاقة المتجددة.

 

لطالما اشتهر المغرب بإمكاناته التعدينية الضخمة، لكن الاهتمام اليوم يتركز على المعادن الاستراتيجية والنادرة التي أصبحت لا غنى عنها في الصناعات المتقدمة. يبرز الكوبالت المستخرج من منجم "بو عزّر" قرب ورزازات كمثال حي، حيث يعد هذا الموقع أحد النقاط النادرة عالميًا للإنتاج الأولي لهذا المعدن الضروري للسيارات الكهربائية. كما تزخر مناطق الجنوب والوسط باحتياطيات من النحاس والفضة، حيث تعمل مجموعة "ماناجم"، الرائدة في القطاع المعدني المغربي، على تطوير هذه الموارد وتعزيز استغلالها محليًا لتلبية الطلب المتزايد.

 

وفي سياق آخر، يواصل المغرب ترسيخ هيمنته العالمية في سوق الفوسفاط باحتياطيات تفوق 70% من الإجمالي العالمي، مما يجعله لاعبًا لا غنى عنه في ضمان الأمن الغذائي العالمي. ومن خلال مجموعة "OCP"، أعلنت شركة "OCP Nutricrops" عن استثمار استراتيجي لزيادة إنتاج الأسمدة بـ9 ملايين طن بحلول 2028، مع تدشين محورين جديدين في "مزيندة" و"مسكلة" لرفع الطاقة الإنتاجية بـ4.5 ملايين طن بحلول 2026. هذه الخطوة تعكس طموح المغرب لتعزيز دوره الجيو-اقتصادي في ظل التحديات العالمية.

 

على صعيد آخر، تلوح الأتربة النادرة كالنيوديميوم واللانثانوم، الموجودة في جبال "أولاد دليم" وقرب جبل "تروبيك" قبالة سواحل الصحراء المغربية، كآفاق واعدة لتعزيز الثروة المعدنية المغربية. هذه العناصر، الضرورية لصناعة توربينات الرياح والهواتف الذكية والمحركات الكهربائية، تتطلب استثمارات ضخمة في البحث والتطوير والبنية التحتية، إلى جانب شراكات تكنولوجية متقدمة. ورغم أن استغلالها لا يزال في مراحله الأولى، فإنها تمثل حدودًا جديدة للقطاع التعديني في المغرب.

 

مع هذه الإمكانات الهائلة، يبقى التحدي الأكبر أمام المغرب هو ضمان استدامة عمليات improvised explosive deviceاستخراج هذه المعادن غالبًا ما يكون ملوثًا ومكلفًا من حيث الطاقة، مما يدفع المغرب إلى تحديث استراتيجيته التعدينية عبر "الخطة الوطنية للجيولوجيا 2021-2030"، مع الالتزام بمعايير بيئية واجتماعية صارمة. كما يسعى المغرب لجذب الاستثمارات الأجنبية، خاصة من أوروبا والصين، لتأمين سلاسل التوريد في ظل الطلب المتزايد، مما يعزز مكانته كشريك استراتيجي في التحول نحو اقتصاد أخضر ومستدام.

التعليقات


اتصل بنا

قم بادخال بريدك الالكتروني ليصلك جديد الاخبار على الموقع

جميع الحقوق محفوظة

الناس انفو